رئيس التحرير أحمد متولي
 وداعا حارس الميدان وملجأ الثوار.. بيير سيوفي مات

وداعا حارس الميدان وملجأ الثوار.. بيير سيوفي مات

فقدت منطقة وسط القاهرة أحد قاطنيها المعروفين بحبهم للحياة والثورة والتأريخ. الموت غيّب الفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي بيير سيوفي، صاحب أشهر عمارة في ميدان التحرير.

عمارة الراحل بيير سيوفي بميدان التحرير

 

العمارة رقم 1 شارع طلعت حرب المطلة على ميدان التحرير، كانت أشبه بشاشة إعلانات الثورة، حملت جدرانها أشهر لافتات يناير التي ضمت مطالب الاحتجاج كـ«إسقاط حكم مبارك وإلغاء الطوارئ وحل المجالس النيابية».

عاش بيير حياته طفلا مرحا وجادا في ذات الوقت، لا يأبه للحياة، يسافر يتحدث بثلاث لغات خلافا للعربية، يعرفه معظم من يترددون على منطقة وسط القاهرة من أصحاب الميول الثقافية  والسياسية.

كانت شقته بالدور العاشر في العمارة الشهيرة ملجأ الثوار في أوقات كان ميدان التحرير يتعرض لهجمات من بلطجية على فترات متفاوتة في أيام الثورة الأولى.

تحكي واحدة من كثير نعوه على صفحته بفيس بوك، عن إيواء العشرات في شقته على اتساعها ليلة جمعة الغضب وأثناء أحداثها.

الكاتب الراحل مكاوي سعيد وآخرون تحدثوا عن تعرضه لضغوط أمنية أيام يناير بعد أن استضاف وكالات أنباء وقنوات إعلام أجنبية لبث فعاليات الميدان من شرفة منزله. دون أن يهتم هو لذلك.

روحه المرحة طفت على ملابسه رغم كبر السن، اعتاد ارتداء «تيشرتات» بألوان زاهية كأنه شاب عشريني، يطبع عليها عبارات تروق له، مثل: «رايح أجيب الديب من ديله.. يرحم جدك».

تارة يشارك صوره مع قط صغير وجَد متسعا للاسترخاء على بطن الراحل، وأخرى يظهر فيها يداعب الفيلة

تارة يشارك صوره مع قط صغير وجَد متسعا للاسترخاء على بطن الراحل، وأخرى يظهر فيها يداعب الفيلة في حديقة تبدو خارج مصر.

عاش حياة الأطفال كما يحكي من صاحبوه. لكنه كان إذا حمى وطيس معركة الثورة يبدو مقبلا ولأهلها فاتحا أبواب شقته، مُتواريا لا يرغب الظهور على الشاشة.

وبعد كل هذا وفي صباح الأحد 4 مارس صُدم المُحبون بأن حارس الميدان وملجأ الثوار مات، راجين أن تكون قد ذهبت معه الذكريات فقط وليست الثورة بآمالها ونقائها.

محمد علي

محمد علي

رئيس تحرير التنفيذي لمنصة شبابيك، محرر الشئون القضائية السابق بدوت مصر، الفائز بمنحة شبكة الصحفيين الدوليين