رئيس التحرير أحمد متولي
 حروب كأس العالم.. الساحرة المستديرة فجّرت المسكوت عنه بين الشعوب

حروب كأس العالم.. الساحرة المستديرة فجّرت المسكوت عنه بين الشعوب

كانت السياسة حاضرة دائماً وبقوة في بطولات كأس العالم منذ بدء إقامتها عام 1930 وحتى الآن، فبعض الدول انسحبت من التصفيات المؤهلة للنهائيات لأسباب سياسية، وهناك دول دخلت في حروب بسبب مباراة، كما توترت العلاقات بين الدول لنفس السبب.

1958- انسحاب مصر وتركيا وإندونيسيا والسودان

تزامنت التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1958 مع النزاعات السياسية والعسكرية بين مصر وإسرائيل، الأمر الذي ترك آثاره على المنتخبات المشاركة بسبب مشاركة الدولة العبرية «الكيان الصهيوني» كفريق آسيوي في ذلك الوقت، ومن ثم كان عليه مواجهة فرق أفريقية وآسيوية من أجل المشاركة في البطولة التي كانت ستنظمها السويد آنذاك.

وبناء على ذلك انسحبت كل من مصر وتركيا وإندونيسيا والسودان من مواجهة إسرائيل لأسباب سياسية، ما فتح الباب على مصراعيه أمام المنتخب الإسرائيلي للتأهل إلى البطولة. ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم وضع إسرئيل في مواجهة مباشرة على بطاقة التأهل أمام ويلز في مباراة انتهت بفوز الأخيرة.

1969- حرب بين الهند والسلفادور

في عام 1969 نشبت حرب في أمريكا الوسطى بين الجارتين الهندوراس والسلفادور، بسبب مباراة جمعت البلدين سنة 1969 في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي أقيمت في المكسيك عام 1970.

الحرب التي خلفت 6000 قتيل وأكثر من 15 ألف جريح، جاءت عقب المباراة التي سبقها شحن إعلامي وجماهيري بين البلدين على خلفية مشاكل سياسية بينهما. ولم تكد المباراة تنتهي حتى اتهم كل طرف الجانب الآخر بالاعتداء على مشجعيه، فقررت السلفادور غزو الهندواس، وسميت بحرب الستة أيام لأنها استمرت ستة أيام.

توغلت القوات السلفادورية داخل أراضي الهندوراس حتى وصلت إلى مشارف العاصمة، وقتها تحركت المنظمات الإقليمية والدولية وأوقفت الحرب وأبرمت اتفاقية سلام بين البلدين.


1974- انسحاب الاتحاد السوفيتي

تركت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ظلالها على مشاركة الأخير في تصفيات كأس العالم عام 1974 والتي أقيمت في ألمانيا الغربية.

في ذلك الوقت كانت تشيلي قد شهدت انقلاباً عسكرياً عام 1973 بقيادة الجنرال أوجستو بينوشيه مدعوما من الولايات المتحدة في إطار الحرب الباردة، وكان من المفترض أن تواجه (أي تشيلي) الاتحاد السوفيتي على بطاقة التأهل، وجرت مباراة الذهاب بموسكو وانتهت بالتعادل السلبي، وكان مقرراً إقامة لقاء العودة بين المنتخبين على ملعب سانتياجو الوطني في تشيلي.

لكن الكرملين رفض لعب المنتخب السوفيتي مباراة العودة على الملعب المذكور، بسبب احتجاز أكثر من 7 آلاف معارض للانقلاب فيه وتعرضهم لعمليات تعذيب وتنكيل. وطلب الاتحاد السوفيتي خوض المباراة على ملعب آخر، ليواجه الطلب بالرفض من السلطات العسكرية التشيلية، في الوقت الذي أصر الاتحاد الدولي لكرة القدم على إقامة المباراة على ملعب سانتياجو الوطني بعد أن أرسل بعثة تفتيش إلى الملعب، ولم تجد معتقلين به.

وأمام هذا الموقف قرر السوفيت عدم خوض المباراة، وبالتالي اعتبرت الفيفا الاتحاد السوفيتي منسحباً، بل وأصرت على إقامة مباراة هزلية بمشاركة المنتخب التشيلي فقط دون نظيره السوفيتي. ووجد لاعبو تشيلي المرمى خالياً ليحرزوا هدفاً وينهي الحكم المباراة معلناً فوز تشيلي بهدف مقابل لا شيء.

1982– انجلترا واسكتلندا وإيرلندا – انسحاب وعودة

قبل أيام من انطلاق مونديال إسبانيا عام 1982، كانت حرب الفوكلاند على أشدها بين إنجلترا والأرجنتين، ما دعا الحكومة البريطانية للتفكير جدياً في انسحاب انجلترا واسكتلندا وإيرلندا (اسكتلندا وإيرلندا تابعتان للتاج البريطاني) من البطولة، خوفاً من مواجهة هذه المنتخبات لنظيرها الأرجنتيني في العام التي نشبت فيه حرب الفوكلاند.

ولم يلق الأمر ترحيباً من بعض المسئولين الذين تدخلوا لحل الأزمة، وأقنعوا الحكومة البريطانية بالعدول عن قرار الانسحاب. والغريب أن حرب الفوكلاند انتهت في يوم افتتاح البطولة، وقد خرجت جميع منتخبات بريطانيا الثلاث والأرجنتين من البطولة دون مواجهة بعضهم لبعض كما كانت تخشى الحكومة البريطانية.

حرب الفوكلاند

 2009– حرب إعلامية بين مصر والجزائر

في 18 نوفمبر 2009 كان المنتخبان المصري والجزائري على موعد مع مباراة فاصلة يتأهل الفائز بها إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.

شهدت المباراة شحناً إعلامياً من قبل البلدين بشكل لم يسبق له مثيل، ما أدى إلى توتر الأجواء بين البلدين. وعقب المباراة التي أقيمت في السودان وانتهت بفوز المنتخب الجزائري بهدف دون رد وقعت اشتباكات بين جمهور المنتخبين، ما أدى إلى وقوع إصابات كثيرة، ومن ثم حدث تراشق إعلامي بين الدولتين.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية