رئيس التحرير أحمد متولي
 من أعماق البحار.. سمية زيدان تعمل باللحام

من أعماق البحار.. سمية زيدان تعمل باللحام

اختارت سمية زيدان مجال عمل لم تطرقه النساء، احترفت كأول مصرية الغوص التجاري واللحام تحت الماء وأصبحت تدرب الرجال على هذا العمل الصعب والشاق.

تخرجت من كلية التكنولجيا قسم التبريد والتكيف وبدأت تبحث عن مجال عمل، التحقت بدورات بمجمع خدمة الصناعة في الأكاديمية البحرية بالإسكندرية حيث تقطن، واجتازت دورة اللحام تحت الماء دون مبالاة لغرابة عملها كامرأة في هذا التخصص.

بعد إتمام الدورة التدريبية استطاعت الحصول على شهادة من مدرسة «الدنبسكو» الإيطالية لتعليم اللحام، لتطرق مجال العمل وهي جاهزة للصعوبات التي قد تواجهها في العمل خاصة وهي أول امرأة مصرية في ذلك المجال، كما تقول. تفوقها وتقدمها الملحوظ جعلها تحصل على درع التميز من الأكاديمية البحرية.

تحت الماء

لم يكن من السهل على سمية تعلم الغوص التجاري شاملا لحام وإمداد مواسير البترول والإنترنت وتقطيع وتعويم المراكب الغارقة تحت الماء.

تخصصت في مجال اللحام والتقطيع، وفي سبيل إتمام تلك المهام الصعبة تتعرض سمية لمواقف صعبة يزداد معها الإصرار على مواصلة التحدي والاستمرار في المهنة الشاقة.

تحكي صاحبة الـ24 عاما، أن الغوص تحت الماء يجب أن يكون برفقة أحد، لكن هذا لا يمنع تعرضها لمواقف صعبة تضطرها للغوص وحيدة في أعماق البحر.


في أحد التدريبات برفقة زميل لها كان من المقرر تبادل النفس بأنبوبة أكسجين واحدة، لكن خاف زميلها وامتنع عن مبادلتها جهاز الأوكسجين خوفا من التأثير على أنفاسه مما أثر على سمية وكادت أن تفقد حياتها.

«الحياة تحت الماية بتبين الناس ولازم يكون في تعاون ومشاركة. ومن قواعد الغطس.. تغطس لوحدك تموت لوحدك»، بعد أن عملت في عدد من شركات الغوص التجارية في مجال اللحام، قررت أن تطرق مجال تدريب الرجال والنساء على  خوض التجربة.

على اليابسة

بدأت سمية العمل كمدربة في شركات الغوص بالغردقة واستطاعت تعليم العديد من الشباب العمل تحت الماء في أصعب الظروف، من بين هؤلاء فتاتان من دولة الإمارات تعلمتا الغوص التجاري كأول من يطرق هذا المجال في بلادهم، تقول «في مصر مفيش غيري سيدة في مجال تعليم الغوص التجاري والعمل به، والغوص السياحي به القليل أيضًا».

زوج سمية يشجعها على مواصلة العمل في اللحام تحت الماء 

سمية متزوجة وأم لطفل في السنة الأولى من عمره، تحكي «زوجي مدرب غطس تجاري وسياحي.. وكنا نعمل معًا في شركة واحدة، وهو لي دعم وسند».

بالرغم من دعم الزوج إلا أنها لم تخلص من النقد من رفقاء المهنة من الرجال: «بيقولو هو إحنا ناقصين.. خليكي في شغل البيت أحسن.. الشغل ده صعب عليكي.. وازاي تشتغلي وسط التجمع ده من الرجال»، وغيرها من تعليقات محبطة.

ترغب سمية في الحصول على المزيد من التدريبات التي لا تتوافر في مصر، حتى تثقل خبرتها وتدشن شركة خاصة بها، وتأمل بأن يلتحق بها الفتيات لخوض مجال العمل تحت الماء.

ندى سامي

ندى سامي

صحفية مهتمة بشؤون المرأة والمجتمع