رئيس التحرير أحمد متولي
 رقية إبراهيم.. الشاطرة تعمل من «الفوم» شربات

رقية إبراهيم.. الشاطرة تعمل من «الفوم» شربات

استطاعت رقية إبراهيم أن تحول هوايتها البسيطة في نحت وتشكيل الفوم إلى موهبة في صناعة العرائس والديكورات الفنية، فحصلت على التكريم وأيضًا المكسب المادي.

كيف اتجهت «رقية» إلى هذه الصناعة النادرة ووصلت إلى مستوى محترف في وقت قصير رغم المهمات الأخرى كربة منزل؟ «رقية» تحكي قصتها إلى «شبابيك» في هذا التقرير.

موهوبة بالصدفة

بدأت ثريا بتزيين العرائس فقط من الخارج

شاركت «رقية» زوجها في أكثر من مشروع كتجارة السمك، وبيع الملابس، لكن هذه الأعمال لم تنجح بالشكل الكافي، فقررت الزوجة البقاء في بيتها والاهتمام بأطفالها الأربعة كربة منزل.

ولأنها تخرجت من قسم الزخرفة في الأساس، كانت «رقية» مهتمة بالرسم والديكور، فأخذت تستغل مخلفات المنزل في أعمال فنية بدلاً من رميها، ومن هذه المخلفات الفوم الذي استخدمته في عمل زينة للعرائس البلاستيك.

أهدت «رقية» إحدى أعمالها لصديقتها فأعجبتها بشدة، ثم وصلتها دعوة للمشاركة في إحدى معارض مدينة الإسماعيلية على أن تصنع عروسة كاملة وليس مجرد زينة، ولم تكن لها سابق خبرة بهذا.

الإعجاب والتكريم

تكريم رقية إبراهيم

حتى لا تخيب أمل صاحبة الدعوة، سهرت «رقية» طويلاً أمام موقع يوتيوب لتشاهد الفيديوهات الأجنبية لصناعة العرائس، وتعلمت أساليبها بصعوبة لأن أدوات الصناعة غير متوافرة بمصر، فاضطرت لارتجال أساليب خاصة بها، أمضت يوما كاملا في تصميم عروسة واحدة.

حققت العرائس نجاحًا كبيرًا في المعرض، لفت الأنظار إلى الفنانة النشطة، حتى وصلتها دعوة أخرى للمشاركة في معرض لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان لتحصل على درع خاص كفنانة تسعى لنشر السلام بين الشعوب والمحبة والتعايش السلمي.

تابعت «رقية» مشاركتها في معارض أخرى للمرأة بمحافظة الإسماعيلية، واستطاعت الوصول لمستوى أفضل في صناعة العرائس، بل جعلت من العروسة ديكورات كعلب مناديل أو مقلمة وما شابه.

تطوير الذات

أعمال رقية من عرائس الفوم

تقول رقية إبراهيم إن صناعة الديكورات بالفوم صناعة مستقلة في الغرب يقوم عليها دخل أسر كاملة، حتى أن الكثير من جمهور صفحتها الشخصية من المكسيسكيين المعجبين بفنها، لكن فرصتها ضئيلة في محافظة الإسماعيلية بعكس القاهرة.

حاليًا تطور «رقية» من نفسها في رسم ملامح الوجه (البورتريه) حتى تصنع عرائس أكثر دقة، وتنوي عمل كورسات في هذه الصناعة إلى جانب فنون إعادة التدوير والرسم، فهي لا تسعى لإخفاء أسرار صناعتها كما يفعل بعض العاملين بها في مصر.

كما تتكسب من صناعة عرائس بالطلب لأي شخصية خيالية أو كرتونية، وحتى العرائس التي تمثل شخص حقيقي تستطيع صنعه، بالرغم من صعوبة العمل بالأدوات المتوفرة لديها والمكسب القليل.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة