أحمد خالد توفيق.. بصمات العراب باقية في «الصلصال اللين»
لم يغيب الموت الدكتورأحمد خالد توفيق، فأعماله لا تزال هي الأكثر مبيعا بين مثيلاتها من الروايات، ليحظى أديب طنطا على لقب أديب الشباب تارة، وأخرى العراب.
في الثاني من أبريل عام 2019، وبحلول الذكر الأولى لرحيل أديب الشباب الدكتور احمد خالد توفيق، عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة طنطا، تجمع العشرات من قراء أعمال الراحل ومحبيه، أمام قبره في وسط الدلتا لإحياء ذكرn الرحيل الأولى.
علاقة توفيق مع الشباب قائمة حتى قبل موته، فندواته الأدبية كان ذو طابع خاص من حيث الحضور والنقاشات، حتى الأحاديث التي كان يديرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب كتاباته التي جذبت العشرات لقراءتها خاصة من جيل المراهقين والشباب.
وقبل أيام من حلول ذكراه دعت صفحة على فيس بوك معنونه بـ«أبناء العراب» لإحياء ذكراه الأولى بزيارة مقبرته، ووضع أكاليل من الزهور على قبره، وتلاوة القرآن الكريم، تخليدا لذكراه.
بداية الرحلة
في العام 1992 دخل أحمد خالد توفيق عالم الكتابة الروائية من بوابة المؤسسة العربية الحديثة، وهي دار نشر بدأت في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت تهدف لإنتاج روايات الجيب، حيث عرض على القائمين على الدار أولى رواياته والتي عنونها بـ«ما وراء الطبيعة».
في البداية رفضت اللجنة المشرفة على الدار الرواية لغرابة الأحداث الواردة فيها وعدم ميل القارئ المصري لهذا النوع من الأعمال الأدبية التي تدور في فلك الرعب.
بعد عدة مداولات بدأ اليأس يتسرب لأحمد خالد توفيق، لكن لجنة أخرى شُكلت لدراسة الرواية وأشادت بأسلوبها وطريقة العرض المستخدمة من قبل الكاتب، لتبدأ رحلة توفيق مع أدب الرعب، ونجحت السلسة نجاحًا كبيرًا رغم عدم انتشار هذا النوع من الأدب في الوطن العربي.
وامتاز أدب خالد توفيق بتنوع أعماله الأدبية، فكتب في الرعب وأدب الرحالة، والفنتازيا، ومن أشهر أعماله بجانب ما وراء الطبيعة، سلسلة سافاري، وسلسلة فانتازيا، وسلسلة روايات عالمية للجيب.
أشهر روايات العراب
دخل أحمد خالد توفيق عالم الرواية الطويلة من أوسع أبوابه، فكتب يوتوبيا، والسنجة، وممر الفئران، وحظيت جميعها على نجاح كبير في الأوساط الأدبية.
تميزت روايات توفيق بالخيال الواسع، رغم كون غالبية أبطالها أقرب للبشر الطبيعيين، بل أقل، فلا هم يمتلكون صفات خارقة، ولا قدرات غير عادية، فبطل سلسلته الأولى الدكتور رفعت إسماعيل، أستاذ أمراض الدم المتقاعد، وصائد الأشباح الهاوي، معتل البدن، متدهور الصحة.
أما بطلته الثانية فهي عبير ورغم أنها لا تمتلك جمالًا أسطوريًا ولا هي تجيد فنون القتال؛ فقط مجرد فتاة من حي شعبي، لكن تملك خيالًا واسعًا.
ثم ثالث أبطاله في سلسلة سفاري الدكتور علاء عبدالعظيم، الطبيب الشاب الذي يوقعه حظه العاثر في مغامرات لا تخطر على بال.
الجنس في أدب أحمد خالد توفيق.. لا يؤدي لخير
مشوار صحفي
لم يقف عطاء توفيق على الكاتبة الأدبية فكان له باع طويل في كتابة المقالات الصحفية التي قدم فيها رؤيته السياسية والاجتماعية، فكتب لعدد من الإصدارات بدأها بمجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام، ثم موقع وجريدة التحرير، واليوم الجديد، وإضاءات، وبص وطل، كما أنه ترجم بعض الروايات ومن أشهر أعماله الرواية العالمية «Fight Club» والتي ترجمها باسم «نادي القتال» عن دار ميريت للنشر، وأعادت دار ليلى نشرها بعدها بعام.
أديب الشباب
يعتبر أحمد خالد توفيق أديب الشباب الأول في الوطن العربي، والذي حبّب الكثير في القراءة وفقا لما كتبه قراء رواياته عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي في منشورات نعيه عام 2018 فكتبت الدكتور داليا سعودي، وهي كاتبة صحفية وأكاديمية مصرية تقول إن توفيق ليس أقل من چ.ك.رولينج مؤلفة هاري پوتر.
في دول العالم المهتمة بالأدب، كتاب كبار تخصصوا في أدب الناشئة، علموا الفتيات والفتيان كيف يمسكون بكتاب، فيقرأونه بشغف دفعة واحدة، ويطلبون المزيد، ليتدرجوا في الوعي مع كل كتاب. ولتصبح القراءة عادة.#أحمد_خالد_توفيق ليس أقل من چ.ك.رولينج مؤلفة هاري پوتر،،
لكننا أمة لا تقرأ...
— د. داليا سُعودِي Dalia Séoudy (@DaliaTSeoudy) April 2, 2018
في حديث تلفزيوني له قال توفيق إنه فخور بأن قراءه من الشباب، وبكونه يكتب للأجيال الصغيرة «فاللمسة تترك بصمة في الصلصال اللين» على حد تعبيره.
قدم الروائي المصري لقرائه الشباب أيضا مختارات من الأدب العالمي، فكتاباته "ليست آخر الطريق".
ولد أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962، بمدينة طنطا، وتدرج في التعليم حتى تخرج من كلية طب طنطا، وعمل بها مدرسا، واستمر في الكتابة لجانب مهنة الطب، فقد كان عضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة بكلية الطب جامعة طنطا.، وتوفى في 2 أبريل من العام 2018.